كان
صدام حسين حالة من الغلظة المعجونة بانتفاخ
ذاتي جعله يصنع نفسه كطاغية في الوقت الذي
صنعه آخرون كقائد للعرب فوق رؤوسهم.
كان
يظن نفسه أكثر تحضرا ووطنية وفروسية وفكرا
من كل جيرانه، فحمل كراهية للخوميني
ولحافظ الأسد ولآل الصباح ولحكام الخليج
ولهواري بومدين ولآل سعود وغيرهم ولم يبق
له إلا جوقة المدّاحين والخائفين
والوصوليين.
ثمان
سنوات من الحرب المجنونة مع حراس الثورة
الإيرانية، وبعد أقل من عامين جاء نائبه،
عزة إبراهيم، يصافح الشيخ سعد العبد الله
السالم الصباح، رحمه الله، في جدة للاتفاق
على حدود آمنة ومطمئنة.
لكن
عزة إبراهيم كان مبعوث الغدر، وقبيل فجر
الثاني من أغسطس عام 1990
اخترق
عشرات الآلاف من أشاوس الطاغية حدود بلد
عربي صغير كان ثلث سكانه هاربين من قيظ
الصيف، وجيشه في حماية أوفياء الجبهة
الشرقية، فإذا بالنذالة والوضاعة وتربية
حزب البعث العربي الاشتراكي/فرع
بغداد تظهر كبثور في جمجمة لا تعرف الرحمة،
ولا تحترم العهد، فهي التي مزقت اتفاقية
الجزائر قبيل الحرب مع إيران.
تحررت
الكويت، في الإرادة، قبل أن يحتلها شيطان
بغداد بمصفحاته ، فالكويتيون مزروعون في
تربة منذ أكثر من قرنين، وتحت حماية نفس
الأسرة الحاكمة.
لم
يفهم صدام وأكثر عربنا؛ فقد ظنوا الكويتيين
مرفهين ومنعمين ومدللين، فإذا بالمقاومة
الكويتية تبدأ في صباح نفس اليوم، بشهادة
السفير النرويجي لونجفا والسفير الهندي
في الكويت.
حماقة
الطاغية أنه استبدل بفكره أذنيه، واستمع
لعشرات الملايين من شعوبنا المغلوبة على
أمرها، والباحثة عن فارس ولو في معارك
وهمية.
الثاني
من أغسطس يوم أغبر في تاريخ العرب عندما
أعطى صدام لإسرائيل مبرر احتلالها لفلسطين،
وهتفت تل أبيب شاكرة للديكتاتور الأحمق
شهادة توثيق احتلال عربي ليوازي احتلالاً
صهيونيا.
ورغم
تحرير الكويت فما يزال هناك عرب يعشقون
الدم، ويتغزلون في الطغاة، ويكرهون الخليج
كأن إسرائيل في شط العرب.
صدام
حسين صناعتنا، وتحرير الكويت صناعة كويتية
محلية خالصة لوجه الديرة.
محمد
عبد المجيد
طائر
الشمال
Oslo Norway
الثاني
من أغسطس 2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق